حادث سير الجزء الأخير1

قلت للممرضة أن تحضر لي هاتفي، لكنها اعتذرت لأنها لا تسمح لها بجلب أي شيء دون هوية صاحب الحاجة أو أحد أفراد عائلته. لحسن الحظ، كانت بطاقتي الشخصية معي، لذا سمحت لي بجلب الهاتف. للأسف، لم تكن عائلتي على علم بأنني قد حضرت إلى هنا باسم سائقي الخاص، وكان الطعام الذي تم تقديمه “بطاطا وبازلاء” ولكني كنت جائعًا جدًا، لذلك اضطررت لتناوله.
فجأة، ضحك الشاب المتشارك في الغرفة، مزاحًا “ستتعود عليه بعد 50 عامًا، لا تقلق”. ابتسمت الفتاة وردفت عليه بضحكة، في حين شعرت أنا بأن المزحة كانت حزينة أكثر من كونها مضحكة. تدريجيًا، حل الليل وحان وقت النوم، لكن الفتاة بدأت بالآنين من الألم الذي كان يعانيه في رئتها. حضرت الممرضة وأعطتها بعض الدواء، ولكن الحالة لم تتحسن. لاحظت فيما بعد أن الفتاة تعاني من مرض نادر في الرئة يسبب الم الشديد. كانت برودة الممرضة صادمة لي، فكانت تتصرف كما لو أنها بدون مشاعر. ثم غضبت وصرخت قائلًا “افعلوا شيئًا للفتاة!”، ولكن الشاب رد عليّ بحزن وهدوء “لا تتعب نفسك، هذه ليست المرة الأولى”.
يقف الشاب أمام الفتاة التي تتألم، ويربت على كتفها بشوية من الأمل. يسأل الشاب “هل أنت والفتاة أقرباء؟” فإجابته تكشف عن قصتهما، فالفتاة تعاني من مرض “تليف الرئة” وتأتي للعلاج في المستشفى لأسابيع، والشاب مريض بقصور كلوي ويأتي للعلاج بشكل يومي. هذا هو السبب في أنهما يزوران المكان بانتظام.
بمجرد سؤالي عن العلاج الجذري، أجابت الفتاة بصوت مكتوم “العلاج بسيط، فقط أحضر لي جون ديب”. كانت تلقي النكات في هذا الوضع المؤلم! لم يكن هذا متوقعًا، لكن الشاب ضحك وأضاف “أنت حقًا مضحكة، ولا تنسى “كرستينا أجليري”. تحول الجو بسرعة وبدأت المزاح والفرح ينتشران.
على الرغم من زيارتي لأجمل بلدان العالم وزيارتي لأفخم وأغلى الأماكن، إلا أنني لم أجد وقتًا جميلًا كهذا، بسبب حديث الفتاة والشاب الروحي المرح، الذي كان يشعر كالسحر. بينما يطل علينا شروق الشمس، لقد مر الوقت دون أن أدركه.
شعرت بأن هناك شيئًا يخفونه عن الجميع، وهو مشاعر الجمعين تجاه بعضهم البعض، لكنهم لا يجرؤون على الاعتراف بها. وفي ذلك الصباح، دخل الطبيب في جولته التفقدية وسأل عن حالة المرضى. فقلت له: “أريد هاتفي من الأمانات، من فضلك”. استغرب الطبيب طلبي، لكنه وعدني بتلبية طلبي. بعد فترة صمت، قال الفتى: “ما رأيكم إذا ذهبنا إلى حديقة المستشفى؟” فأجابت الفتاة: “لا يُسمح بالدخول إلى الحديقة”، وأضفت: “بالإضافة إلى أنني لا أستطيع السير على الإطلاق”. ومع ذلك، فكرة الخروج لم تُلغَ، وتسلل الفتى لوحده خارج الغرفة. لقد بدا الأمر وكأن الفتاة كانت واثقة من قدراته. وعاد الفتى بعد قليل، وكان يحمل كرسيًا مدولبًا، مرتديًا رداءًا أبيضًا كممرض، وأعلن بكل ثقة: “حان وقت استنشاق الهواء، يا أصدقاء”.
بينما كنت جالسًا على السرير المستشفى، أخبرت الطبيب “لا داعي للقلق بشأن ذلك، فأنا سأظل هنا حتى أتعافى تمامًا، ولكن من فضلك قم بتغيير نوع الطعام”. اندهش الجميع من كلامي، ثم أخبرت المحامي ببعض الأمور بسرية تامة.
والآن بعد شهر من الحادث، خرجت من المستشفى بعد شفائي التام، جسديًا وروحيًا. قررت أن أعطي زوجتي كل ما يخصها وأنا أتعلم أن الحياة بسيطة ولا تحتاج إلى كل هذه التعقيدات.
وبالطبع، قمت بتكفل سرًا بتكاليف علاج الفتى والفتاة، وأنا متأكد أنهم سيدعونني قريبًا لحفل زواجهم. خرجت من باب المستشفى لكن كإنسان مختلف تمامًا.
هذه هي النهاية…